رؤية المكتب
"تعتبر جامعة بن غوريون في النقب التنوّع قيمة تعزّز التميّز، وبناءً على ذلك فإنّها تعمل على استنفاد مهارات وقدرات كلّ المجتمعات في الدولة، وإنشاء حيّزات بحث وتدريس متنوّعة وغنيّة، لبناء حيّز أكاديميّ مشترك مع الحفاظ على هويّة مكوّناته المختلفة. تلتزم الجامعة بضمان الشعور بالانتماء والشراكة لكلّ من يرتادها، تعزيز الخطاب والحوار بين مختلف أطياف مجتمعاتها، وتطوير أجيال من الخرّيجين في ضوء هذه الرؤية. كل هذا مع الحفاظ على الحرّيّة الأكاديميّة، حرّيّة التعبير والاحترام المتبادل".
كلمة نائبة رئيس الجامعة
أعزّائي وعزيزاتي أعضاء مجتمع جامعة بن غوريون، ترفع جامعة بن غوريون في النقب راية الالتزام بتعزيز التنوّع، الاحتواء والشراكة بين المجتمعات المختلفة التي ترتادها. لا تقتصر مسؤوليّتنا كمؤسّسة على إنتاج المعرفة الأكاديميّة ونشرها في العالم فحسب، بل إنّنا نتحمّل أيضًا مسؤوليّة عن شخصيّة الخرّيج/ ة التي نسعى جاهدين إلى تشكيلها. الواقع الفريد من نوعه للنقب في دولة إسرائيل، البعد عن المركز من ناحية، وكثرة النزاعات من ناحية أخرى، يضع في طريقنا تحدّيات معقّدة. تقع على عاتقنا مسؤوليّة إعداد خرّيجينا لعالم يمكنهم فيه المبادرة، الريادة والقيادة استنادًا إلى مبادئ المسؤوليّة والالتزام بالعدالة الاجتماعيّة والإنصاف الجندريّ، وإلى الوعي ومحاربة الإجحاف، العنصريّة والتمييز. الحيّز الجامعيّ هو المكان الأوّل الذي تلتقي فيه المجموعات المستقطبة، مثل: العرب واليهود على أساس ثابت، وبالتالي فإنّ في هذا الحيّز إمكانيّات كبيرة لتحقيق أقصى فائدة من الشراكة والحوار بينهم، فضلًا عن توفير فرصة للتعارف المتبادل بشكل أفضل، استعدادًا لتعميق التعارف في سوق العمل والحياة المدنيّة بعد إنهاء الدراسة.
يعتبر التنوع والاحتواء من القضايا الصعبة التي حظيت باهتمام مؤسّسيّ في السنوات الأخيرة. لا يتجسّد التنوع في جلب الأقوياء الذين أتيحت لهم كل الفرص والظروف الجيدة من أجل قبولهم واختيار مجالات دراستهم إلى الأوساط الأكاديميّة فحسب، بل أيضًا خلق الفرص لأولئك الذين وصلوا من أجهزة تربية وتعليم ضعيفة، لتزويدهم بنفس الفرص للحصول على التعليم العالي.
تُظهر المعطيات أنّ مؤشّر التنوّع في جامعة بن غوريون في النقب منخفض، وأنّ العديد من المجموعات لا تزال تحظى بتمثيل منقوص، سواء على مستوى الطلّاب والطالبات أو على مستوى هيئة التدريس. ومع ذلك، لدينا القدرة على تحسين الوضع لنصبح جامعة أكثر تنوّعًا ومتاحة للمجموعات الضعيفة.
لكن لا تكفي الإتاحة المتنوّعة لجماهير مختلفة: علينا أن نخلق مناخًا مؤسّسيًّا شاملًا، مناخًا سيمكّن من تحقيق إمكانيّات التميّز، من خلال الشعور بالانتماء إلى الحرم الجامعيّ. أثبت أبحاث أُجريت في العالم أنّ الشعور بالانتماء إلى الحيّز الأكاديميّ يعزّز الالتزام ويرفع تحصيل الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس. ينعكس الشعور بالانتماء في تنوّع البرامج التعليميّة وفي عرض لغة، ثقافة وسرديّات المجموعات المختلفة في الحيّز الأكاديميّ.
في بعض الأحيان، تعفي المؤسّسات الأكاديميّة نفسها من الالتزام بالتنوّع المتكافئ، وتكون راضية عن التمثيل المنخفض للطلّاب والطالبات أو أعضاء هيئة التدريس. التنوّع المتكافئ هو مستوى مهم في إنشاء نماذج يحتذى بها models role للمجموعات الممثلة تمثيلًا منقوصًا.
أعتبر مهمّة التنوّع والاحتواء لعبة تركيبيّة تضم أربعة مبادئ- التمثيل المتكافئ، الاحتواء، والقضاء على العنصريّة والتمييز وخلق الحوار. يجب إكمال جميع أجزاء هذه اللعبة التركيبيّة من أجل تذويتها وجعلها جزءًا لا يتجزّأ من الحمض النوويّ لجامعة بن غوريون في النقب.
يشير المبدأ الأوّل إلى التمثيل المتكافئ والمتنوّع، والذي يهدف إلى فتح أبواب الأوساط الأكاديميّة أمام المجموعات التي تعاني من نقص التمثيل. تحقيقًا لهذه الغاية، نحن نعمل على تغيير السياسة على مختلف المستويات، وإنشاء برامج فريدة للمجموعات التي تعاني من التمثيل المنقوص. لا ينبغي أن يقتصر التنوّع على جعل التعليم العالي متاحًا فقط للّقب الأوّل، بل يهدف إلى إنتاج آليّة تعمل أيضًا على إعداد الباحثين لشغل مناصب أكاديميّة. للمضي قدمًا في هذه السيرورة، أنشأنا ورشًا تدريبية للمسار الأكاديميّ لطالبات الدكتوراه من الجيل الأوّل في التعليم العالي من منطلق وجهة نظر خاصّة في مجال الجندر.
يتعلّق مبدأ الاحتواء بخلق مناخ مؤسّسيّ محتوٍ، وفي هذا السياق نعمل على تنظيم فعّاليّات وحلقات تأهيل من شأنها أن تؤدّي إلى تغيير في السياسة. هذا من أجل تذويت مبادئ التنوّع والشمول في أرجاء الحرم الجامعيّ، إبراز ومنحه الشرعية للمجموعات التي يُنظر إليها على أنّها "موصومة".
المبدأ الثالث، المهمّ لإكمال اللعبة التركيبيّة، هو القضاء على التمييز وتقليص مظاهر العنصريّة في الحرم الجامعيّ. بالتعاون مع منتدى الحرم الجامعيّ المناهض للعنصريّة، أجرينا استطلاعًا لفحص هذه الظاهرة بين الطلاب والطالبات، وعقدنا مؤتمرًا يهدف إلى زيادة الوعي بهذه الظاهرة المخزية. أسمعت المجموعات التي تعرّضت لمظاهر العنصرية في الحرم الجامعي أصواتها، وتمّ تشكيل لجنة لمعالجة شكاوى تتناول التمييز والعنصريّة. كما سنقوم لاحقًا بتنظيم حلقات تأهيل في هذا الموضوع لمختلف طواقم الجامعة. في أعقاب أحداث أيّار 2021، التي ارتفع فيها مستوى العنصريّة العلنيّة، تم إنشاء منتدى طوارئ للتعامل مع حالات الأزمات السياسيّة، يتألف من جميع كبار المسؤولين والمسؤولات في الجامعة. كان الغرض من المنتدى استخلاص العبر من الأحداث، وإنتاج صندوق أدوات للتعامل مع أيّ أزمة محتملة. في هذا السياق، نُظّمت ورشة لوحدة الأمن في الجامعة بهدف تزويد أفرادها بالأدوات اللازمة للتعامل مع مثل هذه الأزمات وغيرها.
يتطرّق المبدأ الأخير إلى تعزيز الحوار بين المجموعات المختلفة في الحرم الجامعي، والغرض منه هو تهيئة الأجواء للّقاءات مع الآخرين من حولنا والتعرّف عليهم. ولهذه الغاية، أنشأنا مجموعة "سفراء التنوّع"، والتي تُنظّم في إطارها جولات مشتركة ومجموعات حوار، بالإضافة إلى نشاطات أخرى في جميع أنحاء الحرم الجامعيّ.
الشكر لشريكاتي وشركائي في طاقم التنوع: المحامية فيرد سروسي كاتس، أ.د يفحار غانؤر، أ.د هليلي بنسون، عيديت سلا طاقم المكتب: عيريت برزين وتاليا شيخنر.
مع فائق الاحترام،
أ. د سراب أبو ربيعة-قويدرنائبة رئيس الجامعة للتنوّع والاحتواء