تأسيس قسم الكيمياء ومراحل النمو.

تم إنشاء قسم الكيمياء في إطار معهد التعليم العالي في بئر السبع في عام 1968، حتى قبل أن تقرر الحكومة الإسرائيلية إنشاء الجامعة في بئر السبع (التي كانت تسمى في البداية بجامعة النقب). في مراحله المبكرة، خدم قسم الكيمياء كقسم خدمات التدريس لقسم الهندسة الكيميائية وقسم البيولوجيا. استغرق الأمر سنة من النشاط والمناقشات مع إدارة الجامعة لإقناعهم بأنه لا يوجد مستقبل لقسم الكيمياء كقسم خدمات تعليمية فقط. ونتيجة لذلك، بدأ رواد القسم في توظيف أعضاء هيئة التدريس والأعضاء لتلبية احتياجات التدريس، وتخطيط مجالات البحوث العلمية، وعلى وجه الخصوص، إعداد برنامج تعلمي حديث لطلاب اللقب الأول في الكيمياء. في الواقع، بعد عامين من العمل المكثف، تم فتح المجال لتعلم اللقب الأول، بحيث كانت نصف المساقات الدراسية مبتكرة ولم تكن موجودة في دراسات الكيمياء في الجامعات الإسرائيلية.  الفوج الأول للقسم بدأ الدراسة في أكتوبر عام 1971. خلال هذه المرحلة أفتتح أيضا المجال التعليم اللقب الثاني (الماجستير) واللقب الثالث (الدكتوراة) برعاية المعهد الأكاديمي وايزمان-للعلوم، وبعد سنوات قليلة، تم الاعتراف بالقسم كقسم للدراسات العليا في الجامعة دون الحاجة للراعي الأكاديمي الخارجي.

تم اختيار مجالات البحث العلمي في القسم بحيث يكون نشاطها ضعيف (او غير موجود) في الجامعات الأخرى في البلاد لان القسم لم يرغب بمنافسة الجامعات الأخرى في البلاد بسبب الموارد الضئيلة التي كانت متاحة لقسم الكيمياء في الجامعة، وخصوصا لتكون مميزة لجذب أفضل الطلاب من الجامعات الأخرى.

 

كان عدد أعضاء هيئة التدريس في القسم منخفضًا نسبيًا مقارنةً بمتطلبات التدريس في العديد من المساقات وتعليم الكيمياء على ثلاث التخصصات، مما أدى إلى خلق عبء عمل مرتفع لأعضاء هيئة التدريس على مدى فترة زمنية طويلة.  بعد مرور 20 عامًا فقط، تسلم القسم وظائف إضافية لأعضاء هيئة التدريس الشباب، الأمر الذي ساهم في تخفيف العبء، وخاصة أنه ساهم أيضا في تطوير مجالات جديدة ورائدة في البحث العلمي. هذا الامر زاد من جاذبية طلاب البحوث المتميزين للالتحاق بالقسم.

جميع أعضاء القسم (باستثناء واحد) كانوا من المحاضرين الشباب ومحاضرين ذو أقدمية، لذلك كان هناك ضغط من قبل الإدارة الأكاديمية في الجامعة لقبول أساتذة حاصلين على درجة بروفيسور لإدارة القسم. قام أعضاء هيئة التدريس بالاعتراض على ذلك وتمكنوا من إنشاء القسم وإدارته على مستوى عالٍ في ميادين التدريس، البحث والإدارة.  خلال هذه المرحلة كانت الإدارة بارزة في الأنشطة البحثية على مستوى كلية العلوم الطبيعية وعلى المستوى الجامعي، العديد من المقترحات البحثية تم تقديمها والموافقة عليها من قبل المؤسسات المختلفة في إسرائيل والخارج وذلك في النطاق المالي المخصص لهذه البرامج المعتمدة، وكانت جودة التعليم لجميع الألقاب والدرجات في القسم مقبولة بالمقارنة مع باقي الجامعات الإسرائيلية.